ما بعد الموت – فكرة مجردة
كثيراً ما حاولت وأحاول عبثاً تصور حال نفسي في لحظة من لحظات فراق روحي عن جسدي … أي حدث قد يكون … بمقاربة ما سأفترض أن ما بعد وجودي سيكون مثل ما قبل وجودي … ليس صحيحاً قطعاً ، وإلا فنحن لا شيء …لكن الإنسان هو شيء بالتأكيد
أحاول أن أتذكر مرحلة ما قبل وجودي أين كنت وماذا كنت أفعل … لاشيء … كيف لي أن أتقبل انعدام الوجود بعد الوجود


سيكون مضحكاً لو قلت أني أرى مشاهد تبدو غريبة … فلو قلت بأني أتذكر إحدى مشاهد بدايات حياتي فسأكون موضع سخرية للكثر …
مشكلتي أني لست واثقاً مما في مخيلتي كما أن تفكيري بأن ما حدث قد حدث يبدو لي غير منطقي

أياً كان لربما قد اختلطت مخيلتي ببعض الأحلام وبعض ربما برامج التلفاز التي مرت أمام عقلي في الصغر .
ولكني أحب أن أظن أني أرى وأعرف كيف بدأت حياتي
سأطرد تلك الفكرة جانباً … حسناً قد وجدت نفسي موجوداً ومنذ حينها لازلت أدافع عن هذا الوجود …. حتى يكون ميعاد سقوطه بعدها …. !
هل سأبقى قادراً على المحاكمة العقلية لمعرفة أحداث ما قبل وجودي الثاني
(من اعتبار إيماني بالله والموت وبالقيامة والبعث)
أظن نعم … وهذا النعم يزيد من أسئلتي
قد لا يكون لكل هذا التفكير جدوى … لكني لا أدري سبب إصراري على كشف غموض حقيقة لا مجال لاكتشافها
هل الحياة الوسطى سنعيشها مجتمعاً تمضي دقائقه وثوانيه لحظة بلحظة … نرقب أحياء الأرض ونعيش مع الأموات مثلنا
أحب أن أرجح احتمال تسارع الوقت كتسارعه عند النوم حتى تحين القيامة
أستغرب جداً التفكير بالعالم الموجود من بعدي كيف سيعيشون بدوني بدون وجودي ….
لا أقصد بهذا أهميتي … فلا أهمية لي أو ربما عند بعضهم قد يكون قليلاً ….
لكني سأكف عن قدرتي على التغيير والتأثير … لن يكون هناك طاقة إيجابية أو سلبية تصدر عني أو أكتسبها .
ذكري قد يستمر وغالباً لا … أو أنه سيستمر لعدة سنوات حتى زوال ربما أحفادي أو أبناء أحفادي …. وبعدها يكون اللا وجود ….
سأكون بين يدي الله فالله لحكمة ما قدر لي هذا المسير …
أجد هذا صعباً وهو التحدي الأكبر للإنسان ، وأعود لمحاورة ذاتي وتلك حكاية ثانية
سوف لن أنتهي من هذا الدوران حتى ولو بعد حين أو أكثر
سأضع النقطة الأخيرة بقولي اللهم ارحمني في كل موضع وفي كل حين … وليحدث ما قدر الله له أن يكون