Posted in
أقسام المدونة
يوميات [ روح ] قارئة
خلفَ أسوار ذلك المطعمُ الهاديء ...
كانت هي تُراقبه ! ...
تُحاول أن تُخفي وجهها بين غصون أشجارُ الزينة
حتى لا يكشفها ! ...
و هُو ... كان هُناك ... على تِلك الطاولة الصغيرة
التي تسع شخصان ! ...
شخصان !!
شخصان !!
إذن هُو ينتظرُ شخصٌ ما !؟ ...
تذكرت ما قاله قبل أن يهم خارجاً من المنزل
قال بأن لديه عشاءُ عمل ! ...
و ها هي تنتظرْ هذا العشاء والذي تتمنى أن يكون لـ عمل لا لـ شيءٌ آخر !!
مضت 10 دقائق ...
وهي تراقبه .. وهو يترقب حضور أحدهم !
تارة ينظرُ إلى ساعته .. و تارة يرتشف من فنجانُ القهوة الذي أمامه
و تارة يمسك بـ هاتفه ! ...
وما هي إلا دقائقٌ قليلة ... حتى سمعت صوت خطواتٍ سريعة !
خطواتُ إمرأة ! ... تُدرك ذلك من صوت كعبها العالي !
ألتفتت لـ ترى ... وكانت الطامة !!
رشيقةٌ ... ذات شعرٌ أسود ... ترتدي فستانٌ أحمر قصير ...
و كعبٌ أحمر ! ...
جلست على الكرسي المقابل له بـ حركة سريعة وبـ إبتسامة واسعة !
آه ! .. لا بُد أنها تعتذر له الآن على التأخير لكثرت إنشغالاتها !!
ولا بُد أنه ليس أول لقاء حتى !! ... فـ تصرفاتهما تقول على أنهما قد ألتقوا من قبل !!
و رُبما قد ألتقوا كثيراً !! ...
كان مشدوهاً بها !! ... يراقب عيناها طوال حديثهما ! ...
وكانت هي تتغنج بـ دلع .. وتبتسم بغزل ! ...
وتلك البائسة ... القابعة خلف أسوار المطعم .. كانت تبكي بحرقة !!
لم تقوى على أن ترى أكثر من ذلك ...
ذهبت إلى المنزل .. وضعت كل ملابسها داخل الشنطة ... وأخفتها وراء الباب
وبعد ذلك ... جلست تنتظرهـ !!!
وبعد ساعتان .. أتى !!
وجدها جالسة بـ إبتسامة ! ...
- ما بكِ ؟! ...
- أبداً ! ... كيف كان عشاءُ عملك ؟!
( قالها بإبتسامة واسعة ) : ممتاز !
- حقاً !؟ ... ماذا كان !؟
- عرضْ فرصة إستثمارية للتعاقد مع شركتنا ...
- وهل كانت مُناسبة !؟
- جداً !!
قالت في نفسها ( يا لكَ من خائن ) !!
وأكملتْ ...
- هل سـ تحقق أرباحاً لـ شركتكم المُوقرة !؟
- نأمل ذلك مستقبلاً !!
- أها .. أتفقتم إذاً !
- نعم ! ... لكن ما سر كل هذا الإهتمام ؟!
وقفت ... نظرت إلى عيناه ... وبعد لحظة صمت ..
- طلقني !!!
أعترته الصدمة ... وتساءل :
- لماذا !؟؟؟؟؟
أصرت
- طـــــلقني !!!
- ما الذي اقترفته !؟؟؟؟؟؟؟؟
فـ ثار بركانها بعد كل ذلك الصمتْ !
- رأيتك معها أيها الخائن !!!!!!! ...
- من ؟!
- فرصتك الإستثمارية !!!!!!
جلسَ وطلب منها الجلوس إلا أنها أبت أن تجلس ...
- ماذا لديك لـ تقوله ؟! ... لا مبررات لديك !
- كلا .. سـ نتفاهم !
- على ماذا ؟! .. على خيانتك !؟
- أجلسي فقط !
- لن أجلس !!!!!!!! .. قل ما لديك !
- أنا لم أخونكِ !! ...
ضحكت بإستهزاء : حقاً ؟! ... قل لي إذاً بأن صاحبة الكعبُ الأحمر تلك ... زميلة وأنكم تتحدثون في إطار العمل ؟
- لا ليست كذلك ! ...
- إذاً ؟!
- هي زوجتي !!
أنهالت عليها الصدمة ! .....
- زوجتك !؟ ...
- نعم ! ...
- منذ متى !؟
- لم يمضِ على زواجنا شهر !!
- وأنا !؟
- أنتِ زوجتي كـ ذلك !
صرخت بهِ :
- كفاكَ خداعاً !! ... وطلقنـــــــــي !!
- اهدئي وبعد أن تهدء أعصابكِ سـ نتفاهم حول هذا الموضوع !!
- أنا راحلة ! ...... و ورقتي سـ تصلني هُناك !!
.
.
.
- ليس لدي بنات مُطلقات !! ...
كان هذا ردَ والدها الذي صدمها أكثر من هول صدمتها الأولى !
- أبي هو خانني !!!
- لا لم يخونكِ طالما هي زوجته الأخرى !!!
- وأنا لا أقبل أن تشاركني بهِ أخرى !!
- الشرع قد حلل لهُ أربعة !!
- لكنني لا أرغب أن أكون إحداهن !! ... لست مجبورة !!
أنهارت .. بكت ... صرخت ...
حتى أمسكها الأب ... وأجلسها لـ يطبطب عليها بـ هدوء :
- يا إبنتي العزيزة .. أين ذهب عقلكِ الكبير !؟ ... دائماً كُنتُ أراكِ أذكى أخواتكِ و أكثرهم فطنة !
- لا أتخيل نفسي معه أبداً بعد اليوم !! ... قل له أن يطلقني !!
عاد الأب لـ غضبه ... واستشاط مردداً :
- وتحملين لقب { مُطلقة } طوال العُمر !؟ ... وتعودين لـ هذا البيت من جديد بـ حملٍ أثقل !؟
- وهل حملي عليك ثقيلاً إلى هذه الدرجة يا أبي !؟
- أنظري حولكِ جيداً ... حالتنا يرثى لها ! ... وغرفتكِ قد أخذها أخوانكِ الصغار ! ... راتبي لا يكفي ولا يسد
شيئاً حتى نهاية الشهر ! ...
- لا عليك ! ... سـ أشارك بـ ميزانية المنزل .. ليست تلك مشكلة !
- وأنا لا أريدك أن تُشاركين في أي شيء ! ... ما أريده هُو أن تكوني إمرأةُ ناضجة وتعودين إلى بيتُكِ !!
- ولا أكون ناضجة إلا إذا رضخت و قبلت بالأمر وعدت !؟
- أ نسيتي أن لديكِ أطفال !؟
- أبي لما تُحاول أن تضعفني !؟ ... أ نسيت بأنني إبنتك !؟
- لم أنسى !! ... غداً سـ تدركين بأن كل ذلك كان من خوفي عليكِ وعلى مستقبلكِ
- لا مُستقبل لي معه !!
لم تكمل جملتها حتى أتتها صفعةٌ قد أخرستها !! ...
.
.
.
بعد 3 ساعات !
كانت هي في منزلها ! ...
وسط أطفالها ! ...
نعم عادتْ ! ...
لكنها تركتها هذه المرة عند عتبةُ الباب .. ودخلت !!!
بقلم
ع ـــبدالله القـــــوز
❤ مدونة قلب العرب ❤