يا سارة / أنا ظلّك المقابل في الوحدة, أنا نبرة صوتك المتبوعة بصدى التأويل لجيل الحزن هذا
لا تذكرين / ولا أنا يوماًَ فيه سرتِ دون أن تمزق هذه الأرض التبعات خلفك, أو على الأقل
كانت الأرض بكاملها من حنينٍِ تتبعك !
أبوء إلى هجرانك ليوم فيه قد عزّ اللقاء
أبوء إلى شروق صبح يسبقك .. أبوء إليك.
إلى ذنب الغياب !
يا سارة / يا همس المدينة الخافت, يا وشاح التيه الذي يلفني إتقاء البرد.
مازلتِ رغيف الوطن الهارب, و أنا الجوع الذي مُذ عرفك يُصاب بالتخمة !
بهت الليل صدر الأماني .. و أنا الذي عولت عليه إنتظاراًَ ليكتمل نصاب
الشروق بعد ما ولّى جفني الكرى.
سأعود تذكرة الذهاب تلك التي لا تلبث شوقاًَ فتقص تذكرة أخرى للإياب
سأذكرك محراب لصلاتي, و آيات الغياب الثلاثة التي حفظتها عن غيب للتهجد
و سلام المدينة حين لا يذكر العالم بعضهُ بعضاًَ.
سأمني الأرض بسلوان ذكراك عليها, حتى لا تجزع و تحسب زلازلها من الشوق مضيعة لرجاء عودتك !
يا سارة / ندب الباكيين على القبور .. لا أحد مثلي يسمعه, كُنت أبقى الليل كحارس و في الصباح أخوض الوغى كالفرسان
في الليل إنتظاراًَ لطيفك و في الصبح لأشتت أكوام الحزن إنتظاراًَ لليل آخر يأتي صدفة بك.
و عن نجوى حديثي و الغربة قُلت بنحيب : أحدث عن ذكرى أسرارنا .. ماعادت تصلح لتكون أسرار !
لم تعد تقنعني ساعة الملح و ثورة البحر بأمواجه و لستُ أرى فيه فتنة للتأمل بعد. يا سارة لم تحن الأيام الجميلة, ولا أذكر مرة أنها قد حانت ففي صوتي عبرة لقاطعي طرق الهيام, للهائمين على وجه الخطيئة دون ذنب يذكر غير تجربة الخطيئة حين لم يحصدوا من الحسنات مايكفيهم ليلجوا جنتك. أما عن صبري فماعاد يفي بالغرض, أحتاج لأغراض كثيرة لصبر جديد .. بقدر عدد الناس الذين صبروا فظفروا, بقدر سعادة أغتالها ذكرى الضريح. و حين لم أدري أي وجهه أسير عليها, لمحتك رذاذا في الأفق و آمنت بأنك الدرب الوحيد الصعب لذا عبرتك. سألت سهو النسيم حين عبر بلطف, متى كُنت تجيء ؟ و أنا سحنة وجهي كالجمر و جسدي قاحل أكثر من صحراء ؟
كان الهبوب يحرضني لحنين آخر, و كُنت بحاجة لجسد آخر كي أموت مجدداًَ. في كل المرات أعود خائب و أنا الذي لم يعجل بصلاة .. كيف و صلاتي كلها مع الجماعة و وضوئي في كل مرة عن الخطيئة الأكبر.
أنا لا أنتمي لهذه القرية فمذ عرفتك و العالم رحلة بلا صدى, أنتِ وحدك القرار في حين حتى النافذة لا تطلّ على سرحان الشمس بتوازن و عتبة المنزل يمكن أن تكون نهاية العالم, أعلم أني بمفضلتك دائماًَ و أني عنوان جيد لقصيدة حزينة ما, مثلي لا يتصور أهميتة بذاكرتك التي لا تسترعي غير موعد هجرة الطيور و أهتمامك بأنتفاخ الطاؤوس أمامك و حساب كم من تعالي يشبهك فيه. و صورتي صارت لوحة سيريالية في متحف عتيق و جبهتي فيها ككراس جاهز للتدوين. من طفولتي يا سارة و أنتِ الشجب بصوتي و الأنين و صوت الميناء في الليل البارد و انا رحلة السُفن بأشرعة متهالكة لآخر المحيط, صرتِ القنينة التي أتجرعها بعد كل مرارة فتزيدني حسرة, و رائحة ثوبي تبدلت خمراًَ و أحلامي المحصورة تزيد شكوك الواقع في بقائي به. كل ما نضج الحزن بوجهي كل ما بدا تاريخ الهزائم أكثر و كل ما رقيتُ سفح دعوتك بصوت الوحشة الذي أرتدى حنجرتي ليعتلي اللوعة. يا أنثى : أنا أكسندر الفتوحات لأبواب الشقاء التي تُغلقها عمداًَ كل المساعي بعد عبورك و أنتِ تأكيد هزيمتي عند كل لقاء لا يجيء.
بقلم (متهم)
❤ مدونة قلب العرب ❤
21 مارس 2011 في 10:42 م
هو الموضوع جميل جدا لكن ما لفت انتباهى صورة شارلى شابلن
بجد باعشقه
موضوع مميز ربنا يوفقك