twitter


 صور بنات مرح و فرح بنوتة جميلة 
الطفلةُ التي اعتادت أن تجلس على المرحاض وقدماها لا تكاد تلامسان الأرض , فتؤرجحها مثل داليتين من العنب الأبيض , تداعبهما رياحُ الشتاء القادمة من الأسفل , رياح تُنفث من أرضية السيراميك المجدولة بزخاريف إعتادت أن تتأملها جيداً لتستنج منها العديد من الرجال ذوي الأنوف البشعة أو ذوي الظهور المحدودبة , الطفلة التي إعتادت أن تسبح وتغوص في رداء الصلاة الواسع الخاص بأمها , الرداء الذي يتضخم كلما خطت خطوة إلى الأمام ليبدو لها مثل جناحين تُفرد لتحلق عالياً في السماء , الطفلة التي إعتادت أن تحتذي خطواتك الطريّة بعد كلّ وجبة طعام لتغسل أنتَ لها يديها المكتنزتين وتؤرخ بذاكرتها ربيعَ طفولةٍ لا تنتهي , وحيثما تذهب أنت هي تبقى أمام صنبور المياه تمزق الماء المُهدور بأصابعها الصغيرة .
الطفلة الآن تحدّق طويلاً بالجدارن النائمة , تغبِط الرفوف العالية التي لا يصلها أحد , فهي خُلقت مُذ بادئ الأمر لتكدّس فيها الأفكار التي إما أننا لا نحتاجُها على الإطلاق , أو نقدّسها لأنها ثمنية على قلوبنا ولا نريد من الزمن أن يسعل بها غبار الماضيات , ففضلنا نسيانها كطريقة مُثلى للحفاظ عليها .
أنا أعانق الأريكة الحمراء وأزاحم الوسائد البرتقالية حتى وإن ركلتني عمداً في الأرض , أنا أسمعُ موسيقى تبدو وكأنها مختزلة من زجاج النوافذ المهشّمة , أسمع صراخها وأذنايَ معبأتان بهمسٍ يتفشى في حِبال الموت المفتولة , أنا أرتعب خوفاً وقتما أبصرتُ أموراً عالقة بالزوايا الخلفيّة لبيتنا , أنا فقدتُ إيماني لدرجة أني أشك أحياناً بالأقلام التي أتعلّق بها فجأةً ويتبادر إلى عقلي أنها ربما إحتوت على شعوذةٍ ما تهدف الى انحسار شيءٍ ما فيّ ! *

أترى ؟ الحياة بحق علمتني الكثير من التراهاتْ .
بقلم ثلجه..

❤ مدونة قلب العرب ❤

3 التعليقات:

  1. إذا لم يكن للعقل وجوداً فيما نطالعه أو نقرأه أو حتى نفكر فيه ، فحتماً لن تجدي الإجابات على أسئلتنا !
    علمتك الحياة الكثير فلا تتوقفي !
    تحياتي لك .

  1. الحياة علمتنا الكثير ومازالت تعلمنا .. نسعد بتعليمها ساعات ونغضب ونتألم ساعات .. ولكنها تبقى خير معلم لنا ..

    اعجبني الموضوع واعجبتني الصورة .. ذكرتني بأيام الطفولة ومرجيحة دار عمي اللي كانت عالية جدا وكنا نشعر وكأننا طائرين في السما ..
    سعيدة بمروري هنا .

  1. شاكرة نواجدكم العطر

إرسال تعليق

أخي \ أختي في الله ... تذكر(ي) دائما
قوله تعالى : ( مَا يَلفِظُ مِن قَولٍ إلا لَدَيهِ رَقِيبٌ عَتِيد )